امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 180
نمايش فراداده

3- من هو أوّل من أسلم؟

إنّ أكثر المفسّرين يطرح هنا سؤالا-لمناسبة بحث الآية- و هو: من هو أوّل منأسلم، و ثبت هذا الافتخار العظيم باسمه فيالتاريخ؟

و في جواب هذا السؤال، فقد قالوابالإجماع، إنّ أوّل من أسلم من النساءخديجة زوجة النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم الوفية المضحية. و أمّا من الرجالفكل علماء الشيعة و مفسريهم، و فريق كبيرمن أهل السنة قالوا: إنّ عليّا عليهالسّلام أوّل من أسلم و لبّى دعوة النّبيالأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم.

إنّ اشتهار هذا الموضوع بين علماء أهلالسنة بلغ حدا ادّعى جماعة منهم الإجماععليه و اتفقوا على ذلك. و من جملة هؤلاءالحاكم النيسابوري في (المستدرك علىالصحيحين) و في كتاب (المعرفة)، فإنّه يقولفي ص 22: لا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخأنّ علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه أوّلهمإسلاما، و إنّما اختلفوا في بلوغه «1».

و كتب ابن عبد البر في (الاستيعاب) ج 2، ص 457:اتفقوا على أنّ خديجة أوّل من آمن باللّه ورسوله و صدقه فيما جاء به، من علي بعدها«2».

و كتب أبو جعفر الإسكافي: قد روى الناسكافة افتخار علي بالسبق إلى الإسلام. «3»

و بعد هذا، فإنّ الرّوايات الكثيرة التينقلت عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمو عن علي عليه السّلام نفسه، و الصحابة- فيهذا الباب بلغت حد التواتر، و كنموذج لهانورد هنا بعض الأحاديث:

1- قال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم:«أوّلكم ورودا على الحوض أوّلكم إسلاما،علي بن أبي‏

(1) تفسير القرطبي، ج 5، ص 3075.

(2)- الغدير، ج 3، ص 238 و 237.

(3) المصدر السّابق.