امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 23
نمايش فراداده

و السلال و هكذا ... و الآن سنتصوّر كيفيكون انتظار ظهور مصلح عالمي كبير و كيفنكون في انتظار ثورة و تغيير و تحول واسعلم يشهد تأريخ الإنسانية مثيلا له؟

الثورة التي ليست كسائر الثورات السابقة،إذ هي غير محدودة بمنطقة ما، بل هي عامّة وللجميع، و تشمل جميع شؤون الحياة و الناس،فهي ثورة سياسية، ثقافية، اقتصادية،أخلاقية.

الحكمة الأولى، بناء الشّخصية الفرديّة:

إنّ بناء الشّخصية- قبل كل شي‏ء- بحاجةإلى عناصر معدّة ذات قيم إنسانية، ليمكنللفرد أن يتحمل العب‏ء الثقيل الإصلاحيللعالم، و هذا الأمر بحاجة- أوّلا- إلىالارتقاء الفكري و العلمي و الاستعدادالروحي، لتطبيق ذلك المنهج العظيم.

فالتحجر، و ضيق النظر و الحسد، والاختلافات الصبيانية، و كل نفاق بشكل عامأو تفرقة لا تنسجم و مكانة المنتظرينالواقعيين.

و المسألة المهمّة- هنا- أنّ المنتظرالواقعي لا يمكنه أن يقف موقف المتفرجممّا أشرنا إليه آنفا، بل لا بدّ أن يقف فيالصف الآخر، أي صف الثائرين المصلحين،فالإيمان بالنتائج و ما يؤول إليه هذاالتحول، لا يسمح له أبدا أن يكون في صف«المثبطين» المتقاعسين، بل يكون في صفالمخلصين المصلحين، و يكون عمله خالصا وروحه أكثر نقاء، و أن يكون شهما عارفامعرفة كافية بالأمور.

فإذا كنت فاسدا معوجّا فكيف يمكنني أنأنتظر نظاما لا مكان فيه للفاسدين؟

أليس مثل هذا الانتظار كافيا لأن أطهّرنفسي و فكري، و أغسل جسمي و روحي منالتلوّث؟! و الجيش الذي ينتظر جهاداتحرريا لا بدّ له أن يكون في حالة منالاستعداد الكامل، و أن يهيئ السلاحالجدير بالمعركة، و أن يصنع الملاجئ والمواضع‏