امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 256
نمايش فراداده

سبحانه، واحدة بواحدة، ف إِنَّ اللَّهَلا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ. و كذلكفإنّهم لا يبذلون شيئا في امر الجهاد:

وَ لا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً و لا يقطعون أرضا في ذهابهمللوصول إلى ميدان القتال، أو عند رجوعهممنه إلّا ثبت كل ذلك في كتبهم:

وَ لا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَلَهُمْ و إنّما يثبت ذلك لِيَجْزِيَهُمُاللَّهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.

و هنا يجب الانتباه لمسائل:

1- إنّ جملة لا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّنَيْلًا قد فسّرها أغلب المفسّرين كما ذكرأعلاه، و قالوا: إنّ المقصود هو أنالمجاهدين في سبيل اللّه لا يتلقون ضربةمن قبل العدو، سواء جرحوا بها أو قتلوا أوأسروا و أمثال ذلك، إلّا و تسجّل في صحائفأعمالهم ليجزوا عليها، و مقابل كل تعب وصعوبة ما يناسبها من الأجر، و من الطبيعيأننا إذا لا حظنا أنّ الآية في مقام ذكرالمصاعب و حسابها، فإن ذلك ممّا يناسب هذاالمعنى.

إلّا أنّنا إذا أردنا أن نفسر هذه العبارةبملاحظة ترتيب الفقرات و موقع هذه الجملةمنها، و ما يناسبها لغويا، فإنّ معنىالجملة يكون: إنّهم لا ينزلون بالعدو ضربةإلّا كتبت لهم، لأنّ معنى نال من عدوه فياللغة: ضربه، إلّا أن النظر إلى مجموعالآية يرجح التّفسير الأوّل.

2- ذكر المفسّرون تفسيرين لجملة: أَحْسَنَما كانُوا يَعْمَلُونَ: أحدهما على أساسأن كلمة (أحسن) وصف لأفعالهم، و الآخر علىأنّها وصف لجزائهم.

فعلى التّفسير الأوّل و هو ما اخترناه، وهو الأوفق لظاهر الآية- فأنّ أعمالالمجاهدين هذه قد اعتبرت و عرّفت بأنّهاأحسن أعمالهم في حياتهم، و أنّ اللّهسبحانه سيعطيهم من الجزاء ما يناسبأعمالهم.

و على التّفسير الثّاني الذي يحتاج إلىتقدير كلمة (من) بعد كلمة (أحسن) فإنّها