امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
بقاء و حياة الأمّة الإسلامية، و إن تركهوحيدا لا يعرض حياة رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم للخطر فحسب، بل يعرّض ديناللّه، و كذلك وجود و حياة المؤمنين أيضاأمام الخطر الجدي.إنّ القرآن- في الواقع- يرغّب كل المؤمنينبملازمة النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمو حمايته و الدفاع عنه في مقابل كل الأخطارو العقبات باستعمال نوع من البيان والتعبير العاطفي، فهو يقول: إنّ أرواحكمليست بأعزّ من روح النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم و حياتكم ليست بأفضل من حياته،فهل يسمح لكم إيمانكم أن تدعو النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم يواجه الخطر و هوأفضل و أعز موجود إنساني، و قد بعث لنجاتكمو قيادتكم نحو الهدى و تستثقلون التضحيةفي سبيله حفاظا على أرواحكم و سلامتكم؟! منالبديهي أنّ التأكيد على أهل المدينة وأطرافها إنّما هو لأنّ المدينة كانت مقرّالإسلام يومئذ و مركزه المشع، و إلّا فإنّهذا الحكم غير مختص بالمدينة و أطرافها، وغير مختص بالنّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم، فإنّ واجب كل المسلمين، و في جميعالعصور أن يحترموا و يكرموا قادتهمكأنفسهم، بل أكثر، و يبذلون قصارى جهدهمفي سبيل الحفاظ عليهم، و لا يتركوهميواجهون الصعاب و الأخطار وحدهم، لأنّالخطر الذي يحدق بهؤلاء يحدق بالأمّةجميعا.ثمّ تشير الآية إلى مكافآت المجاهدينالمعدة مقابل كل صعوبة يلاقونها في طريقالجهاد، و تذكر سبعة أقسام من هذه المشاكلو الصعاب و ثوابها، فتقول:ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ وَ لا مَخْمَصَةٌ فِيسَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَطَؤُنَمَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَ لايَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّاكُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ، و منالمحتم أنّهم سيقبضون جوائزهم من اللّه