1- إنّ الهدوء و السكون النفسي الذي هوالهدف من خلق الليل بات من المسلماتالعلمية بعد أن أثبته العلم اليوم، فإنّحجب الظلام ليست وسيلة إجبارية لإيقافالنشاطات اليومية و حسب، بل لها أثر مباشرعلى السلسلة العصبية و عضلات الإنسان وسائر الحيوانات فتجعلهم في حالة استراحة ونوم و سكون، و ما أجهل بعض الناس الذينيحيون الليل بالملذات و الرغبات، و يقضونالنهار- و خاصّة الفجر المنشط- في النوم، ولهذا السبب فإنّ أعصابهم متوترة و غيرمتزنة دائما.2- إذا علمنا أنّ الإبصار بمعنى النظر،فإنّ معنى جملة: وَ النَّهارَ مُبْصِراًسيصبح: إنّ اللّه قد جعل النهار ناظرا، فيحين أنّ النهار مبصر لا مبصر! إن هذا تشبيهو مجاز من قبيل توصيف السبب بأوصافالمسبب، كما يقولون في شأن الليل: ليلنائم، في حين أنّ الليل لا ينام، بل هو سببلأنّ ينام الناس.3- إنّ الآيات أعلاه تدين الظن و الوهممرّة أخرى و تردّه، لكن لما كان الكلام عنأوهام عبدة الأوثان الخرافية التي لا أساسلها، فإنّ الظّن هنا لا يعني الظّنالعقلائي المدروس الذي يعتبر حجة في بعضالموارد، مثل شهادة الشهود و ظاهر الألفاظو الإقرارات و المكاتبات، و بناء على هذهفإنّ الآيات أعلاه لا يمكن أن تكون دليلاعلى عدم حجية الظن.