جملة و إن كان معناها في الأصل أنّ اللّهمقاتل إيّاهم و ما إلى ذلك، لكن كما يقولالطبرسي في مجمع البيان نقلا عن ابن عباس،إن هذه الجملة كناية عن اللعنة أي أنّاللّه أبعدهم عن رحمته، فهو دعاء عليهم.و في الآية التالية إشارة إلى شركهمالعملي في قبال الشرك الاعتقادي، أوبعبارة أخرى إشارة إلى شركهم في العبادة،إذ تقول الآية: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْوَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِاللَّهِ وَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ.«الأحبار» جمع حبر، و معناه العالم، و«الرهبان» جمع راهب و تطلق على من تركدنياه و سكن الدير و أكبّ على العبادة.و ممّا لا شك فيه أنّ اليهود و النصارى لميسجدوا لأحبارهم و رهبانهم، و لم يصلوا ولم يصوموا لهم، و لم يعبدوهم أبدا، لكن لماكانوا منقادين لهم بالطاعة دون قيد أوشرط، بحيث كانوا يعتقدون بوجوب تنفيذ حتىالأحكام المخالفة لحكم