بحوث
1- المراد «الهدى و دين الحقّ»
هذا التعبير الوارد في الآية محل البحث:أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِالْحَقِّ بمثابة الدليل على انتصارالإسلام و ظهوره على جميع الأديان، لأنّهلمّا كان محتوى دعوة النّبي الهداية، والعقل يدل على ذلك في كل موطن، و لما كانتأصوله و فروعه موافقة للحق، و مع الحق، وتسير في مسير الحق، و لأجل الحق.فهذا الدين سينتصر على جميع الأديان طبعا.و قد جاء عن أحد علماء الهند أنّه سبر فكرهفي مطالعة مختلف الأديان فترة من الزمن، وانتهى أمره إلى اختيار الدين الإسلامي منبين جميع أديان العالم، ثمّ نشر كتابابالإنجليزية اسمه «لم أسلمت؟» و بيّن فيهمزايا الدين الإسلامي على غيره منالأديان.و من أهم المسائل التي أثارت انتباهه- كمايقول- أنّ الإسلام هو الدين الوحيد الذي لهتأريخ ثابت محفوظ و يتعجّب كيف اختارتأوربا لها دينا ترى إنّ من جاء به أجلّ منالإنسان و تعدّه ربّها، مع أن هذا الدينليس له تاريخ دقيق. «1»إنّ مطالعة آراء الذين اعتنقوا الإسلامدينا جديدا و عزفوا عن دينهم السابق، تكشفأنّهم كانوا في منتهى البساطة و الغفلة والتضليل، بينما دلتّهم أصول الإسلام1- المنار، ج 10، ص 389.