التفسير
التّحرك نحو سوح الجهاد مرّة أخرى
كما أشرنا آنفا في شأن نزول الآتين،فإنّهما نزلتا في غزوة «تبوك».و تبوك منطقة بين المدينة و الشام، و تعدّالآن من حدود الحجاز، و كانت آنئذ علىمقربة من أرض الروم الشرقية المتسلطة علىالشامات. «2»و قد حدثت هذه الواقعة في السنة التاسعةللهجرة، أي بعد سنة من فتح مكّة تقريبا.و بما أن المواجهة في هذا الميدان كانتمواجهة لإحدى الدول الكبرى في ذلك العصر،لا مواجهة لإحدى القبائل العربية، فقد كانجماعة من المسلمين قلقين مشفقين منالمساهمة و الحضور في هذه المواجهة، ولذلك فقد كانت الأرضية مهيأة لوساوسالمنافقين و بذر السموم، فلم يألوا جهدافي إضعاف1- ذكر شأن النّزول هذا جماعة من المفسّرينكالطبرسي في مجمع البيان، و الفخر الرازيفي تفسيره الكبير، و الآلوسي في روحالمعاني.2- الفاصلة بين تبوك و المدينة 610 كم والفاصلة بينها و بين الشام 692 كم.