هناك كلام طويل بين مفسّري الشيعة و أهلالسنة في شأن صحبة أبي بكر النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم في سفره و هجرته، وما جاءت من إشارات مغلقة في شأنه في الآيةآنفا. فمنهم من أفرط، و منهم من فرّط.فالفخر الرازي في تفسيره سعى بتعصبهالخاص أن يستنبط من هذه الآية اثنتى عشرةفضيلة! لأبي بكر، و من أجل تكثير عددفضائله أخذ يفصّل و يسهّب بشكل يطول البحثفيه ممّا يتلف علينا الوقت الكثير.و على العكس من الفخر الرازي هناك من يصرّعلى استنباط صفات ذميمة لأبي بكر من سياقالآية.و ينبغي أن نعرف- أوّلا- هل تدل كلمة«الصاحب» على الفضيلة؟ و الظاهر أنّهاليست كذلك، لأنّ الصاحب في اللغة تدلّ علىالجليس أو الملازم للمسافر بشكل مطلق،سواء كان صالحا أم طالحا، كما نقرأ فيالآية (37) من سورة الكهف عن محاورة رجلينفيما بينهما، أحدهما مؤمن و الآخر كافرقالَ لَهُ صاحِبُهُ ... أَ كَفَرْتَبِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ؟! كمايصرّ بعضهم على أنّ مرجع الضمير من «عليه»في قوله تعالى فَأَنْزَلَ اللَّهُ