ملاحظات
1- من الممكن أن يتصور في البداية أنّالآيتين محل البحث متعارضتان، فالآيةالأولى تقول: إن من كان هدفه الحياة الدنيافإنّه سينال جزاءه فيها كاملا غير منقوصمَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْياوَ زِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْأَعْمالَهُمْ فِيها وَ هُمْ فِيها لايُبْخَسُونَ أمّا الآية الثّانية فتقولإن أعماله تكون بلا أثر و باطلة: وَ حَبِطَما صَنَعُوا فِيها وَ باطِلٌ ما كانُوايَعْمَلُونَ.و لكن مع الالتفات إلى أن إحدى الآيتينتشير إلى ما يجري في الدنيا و الثّانيةتشير إلى الدار الآخرة، يتّضح الجواب علىهذا الإشكال، و هو أنّهم ينالون جزاءأعمالهم في هذه الدنيا، و لكن لا قيمة لهذاالعمل حتى و لو كان من أهم الأعمال- إذا لميكن لها في الآخرة أيّ أثر. لأنّ هدفهم لميكن نقيّا و نيّتهم غير خالصة، حيث كانوايسعون لتحصيل سلسلة من المنافع المادية، وقد تحققت لهم في الدنيا.2- ذكر كلمة «الزينة» بعد «الحياة الدنيا»تدلّ ذم عبادة الدنيا و زخرفها و زبرجها، وليس المقصود من ذلك الاستفادة باعتدال منمواهب هذا العالم! فكلمة «الزينة» التيجاءت هنا ببيان مغلق، إلّا أنّها في آياتأخرى فسرت بالنساء الجميلات و الكنوز والمراكب و الزخارف .. إلخ.زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِمِنَ النِّساءِ وَ الْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَالذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْخَيْلِالْمُسَوَّمَةِ وَ الْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ «1» «2».(1) آل عمران، 14.(2) لمزيد من الإيضاح يراجع التّفسيرالأمثل ذيل الآية 14 من سورة آل عمران.