ليلا، فحصلوا على صاعين من التمر،فادخروا منه صاعا لمعيشتهم و معيشةأهليهم، و أتوا بالآخر إلى النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم و قدموه، و شاركوابهذا الشيء اليسير- الذي لا قيمة لهظاهرا- في هذا المشروع الإسلامي الكبير.
غير أنّ المنافقين الذين لا همّ لهم إلّاتتبع ما يمكن التشهير به بدلا من التفكيربالمساهمة الجدية فإنّهم عابوا كلاالفريقين، أمّا الأغنياء فاتهموهم بأنّهمإنّما ينفقون رياء و سمعة، و أمّا الفقراءالذين لا يستطيعون إلّا جهدهم، و الذينقدموا اليسير و هو عند اللّه كثير، فإنهمسخروا منهم بأن جيش الإسلام هل يحتاج إلىهذا المقدار اليسير؟ فنزلت هذه الآيات، وهددتهم تهديدا شديدا و حذرتهم من عذاباللّه.
التّفسير
خبث المنافقين
في هذه الآيات إشارة إلى صفة أخرى منالصفات العامّة للمنافقين، و هي أنّهمأشخاص لجوجون معاندون وهمهم التماس نقاطضعف في أعمال الآخرين و احتقار كل عمل مفيديخدم المجتمع و محاولة إجهاضه بأساليبشيطانية خبيثة من أجل صرف الناس عن عملالخير و بذلك يزرعون بذور النفاق و سوء ظنفي أذهان المجتمع، و بالتالي إيقاف عجلةالإبداع و تطور المجتمع و خمول الناس و موتالفكر الخلّاق.
لكن القرآن المجيد ذم هذه الطريقة غيرالإنسانية التي يتبعها هؤلاء، و عرّفهاللمسلمين لكي لا يقعوا في حبائل مكرالمنافقين و من ناحية أخرى أراد أن يفهمالمنافقون أن سهمهم لا يصيب الهدف فيالمجتمع الإسلامي.
ففي البداية يقول: إنّ هؤلاء الَّذِينَيَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَالْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّاجُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْسَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَ لَهُمْعَذابٌ