في هذه الآيات إشارة إلى صفة أخرى منالصفات العامّة للمنافقين، و هي أنّهمأشخاص لجوجون معاندون وهمهم التماس نقاطضعف في أعمال الآخرين و احتقار كل عمل مفيديخدم المجتمع و محاولة إجهاضه بأساليبشيطانية خبيثة من أجل صرف الناس عن عملالخير و بذلك يزرعون بذور النفاق و سوء ظنفي أذهان المجتمع، و بالتالي إيقاف عجلةالإبداع و تطور المجتمع و خمول الناس و موتالفكر الخلّاق.لكن القرآن المجيد ذم هذه الطريقة غيرالإنسانية التي يتبعها هؤلاء، و عرّفهاللمسلمين لكي لا يقعوا في حبائل مكرالمنافقين و من ناحية أخرى أراد أن يفهمالمنافقون أن سهمهم لا يصيب الهدف فيالمجتمع الإسلامي.ففي البداية يقول: إنّ هؤلاء الَّذِينَيَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَالْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّاجُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْسَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَ لَهُمْعَذابٌ