3- الذنب و هلاك المجتمعات
كما نرى أيضا- في الآيات المتقدمة- أنّالقرآن يقيم رابطة بين المسائل المعنوية والماديّة، فيعدّ الاستغفار من الذنب والتوبة إلى اللّه أساس العمران و الخصب والخضرة و النضرة و زيادة في القوة والاقتدار.هذه الحقيقة نلمسها في كثير من آياتالقرآن الكريم، من هذه الآيات ما ورد فيسورة نوح على لسان هذا النّبي العظيملقومه، حيث تقول الآيات فَقُلْتُاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَغَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَعَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدْكُمْبِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْلَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْأَنْهاراً «1».الطريف هنا أنّنا نقرأ في الرّواياتالإسلاميةأنّ الربيع بن صبيح: قال: كنت عند الحسن بنعلي عليهما السّلام فجاءه رجل و شكاله منالجدب و القحط، فقال له الحسن عليهالسّلام:استغفر اللّه، فجاءه آخر فشكا له منالفقر، فقال: استغفر اللّه، فجاءه ثالث وقال له:ادع لي أن يرزقني اللّه ولدا، فقال الحسنعليه السّلام: استغفر اللّه، يقول الربيعبن صبيح:فتعجبت و قلت له: ما من أحد يأتيك و يشكوإليك أمره و يطلب النعمة إلّا أمرتهبالاستغفار و التوبة إلى اللّه ..فأجابه: «إنّ ما قلته لم يكن من نفسي، وإنّما استفدت ذلك من كلام اللّه الذييحكيه(1) سورة نوح، الآيات 9- 12.