1- إن أحد طرق معرفة جماعة المنافقين في كلمجتمع، هو التدقيق في أسلوب استدلالهم وأعذارهم التي يذكرونها ليتركوا ما عليهممن الوظائف، فهذه الأعذار تكشف- بجلاء- مايدور في خلدهم و باطنهم. فهم غالبا مايتشبثون بسلسلة من الموضوعات الجزئية والمضحكة أحيانا بدلا من الاهتمامبالمواضيع المهمّة، و يستعملون المصطلحاتالشرعية لإغفال المؤمنين و يتذرّعونبالاحكام الشرعية و أوامر اللّه و رسوله،في حين غارقون في دوّامة الخطايا، جادّونفي عداوتهم للرسول و دينه القويم.2- للمفسّرين أقوال مختلف في تفسير جملة وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌبِالْكافِرِينَ فقال بعضهم: هذه العبارةكناية عن إحاطة عوامل ورودهم إلى جهنمبهم، أي أن ذنوبهم تحيط بهم! و قال بعضهم:إنّ هذا التعبير من قبيل الحوادث الحتميةالمستقبلية التي تذكر بصيغة الفعل الماضيأو الحال، أي أن جهنم ستحيط بهم بشكل قاطع.كما و يحتمل أن نفسر الجملة بمعناهاالحقيقي، و هو أن جهنم موجودة فعلا، و هيعبارة عن باطن هذه الدنيا، فالكفار قابعونفي وسط جهنّم في حياتهم الدنيوية و إن لميصدر الأمر بتأثيرها، كما أن الجنّةموجودة في هذه الدنيا أيضا و تحيطبالجميع، غاية ما في الأمر لما كان أهلالجنّة جديرين بها فسيكونون مرتبطين بها وأهل النّار جديرون بالنّار فهم من أهلهاأيضا.