هاتين الآيتين تضمّنت إحداهما موعظة ونصيحة لعامّة الناس، و اختصت الثّانيةبالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، و قدكملتا الأوامر و التعليمات التي بيّنهااللّه سبحانه على مدى هذه السورة ومواضعها المختلفة. و بذلك تنتهي سورة يونس.فتقول أوّلا، و كقانون عام: قُلْ ياأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُالْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ هذه التعليمات،و هذا الكتاب السماوي، و هذا الدين، و هذاالنّبي كلها حق، و الأدلّة على كونها حقّاواضحة، و بملاحظة هذه الحقيقة: فَمَنِاهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِيلِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّمايَضِلُّ عَلَيْها وَ ما أَنَا عَلَيْكُمْبِوَكِيلٍ.أي إنّي لست مأمورا بإجباركم على قبولالحق، لأن الإجبار على قبول