1- المراد من توبة اللّه على النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم
قرأنا في الآية الأولى أن اللّه سبحانه قدتاب على النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمو المهاجرين و الأنصار، و قبل توبتهم. و لاشك أنّ النّبي معصوم من الذنوب، و لم يرتكبمعصية ليتوب فيقبل اللّه توبته، و إن كانبعض مفسّري العامّة قد اعتبروا التعبير فيهذه الآية دليلا على صدور السهو و المعصيةمن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فيأحداث تبوك.إلّا أنّ التدقيق في نفس هذه الآية و سائرآيات القرآن سيرشدنا إلى عدم صحة هذاالتّفسير، لأن:أوّلا: إن معنى توبة اللّه سبحانه رجوعهبالرحمة و الرعاية على عباده، و لا يوجد فيهذا المعنى أثر للزلل أو المعصية، كما قالفي سورة النساء بعد ذكر قسم من الأحكام:يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْقَبْلِكُمْ وَ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. ففي هذه الآية والتي قبلها لم يرد حديث عن الزلل والمعصية، بل الكلام- عن تبيين الأحكام والإرشاد إلى سنن الماضين القيمة المفيدة،و هذا بنفسه يوضح أن التوبة هنا بمعنى شمولرحمة اللّه سبحانه لعباده.ثانيا: لقد ورد في كتب اللغة أن أحد معانيالتوبة هو ما ذكرناه، ففي كتاب (القاموس)المعروف ورد في أن هذا هو أحد معاني التوبةما لفظة: رجع عليه بفضله