مرّة أخرى يتطرق القرآن الكريم إلىاختلاق المشركين للحجج عند امتناعهم عنالإيمان و الإسلام وَ يَقُولُونَ لَوْ لاأُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ.من الطبيعي، و بدليل القرائن التي سنشيرإليها بعد حين، أنّ هؤلاء لم يقصدوا أيمعجزة، لأنّ من المسلّم أنّه كان للنّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم إضافة إلىالقرآن معاجر أخرى، و تاريخ الإسلام و بعضالآيات القرآنية شاهدة على هذه الحقيقة.إنّ هؤلاء كانوا يظنون أنّ الإعجاز أمربيد النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو يستطيع أن يقوم به في أي وقت و بأيةكيفية يريد، مضافا الى أنّه مأمور أنيستفيد من هذه القوّة مقابل كل مدّع لجوجمعاند و العمل حسب ميله لإقناعه و إقامةالحجة عليه، و لهذا فإنّ القرآن الكريميأمر النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّممباشرة: فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُلِلَّهِ و بناء على هذا، فإنّ المعجزةليست بيدي لآتيكم كل يوم بمعجزة جديدةإرضاء لأهوائكم و حسب ميولكم و رغباتكم،ثمّ لا تؤمنون بعد ذلك بأعذار واهية و حججضعيفة.