إنّ لهذه الآية ارتباطا بالآيات السابقةحول موضوع الجهاد، و تشير إلى حقيقةحياتية بالنسبة للمسلمين، و هي: أنّالجهاد و إن كان عظيم الأهمية، و التخلفعنه ذنب و عار، إلّا أنّه في غير الحالاتالضرورية لا لزوم لتوجه المؤمنون كافة إلىساحات الجهاد، خاصّة في الموارد التي يبقىفيها النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فيالمدينة، بل يبقى منهم جماعة لتعلم أحكامالدين و يتوجه الباقون إلى الجهاد: وَ ماكانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُواكَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّفِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌلِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ.فإذا رجع أصحابهم من الجهاد يقومونبتعليمهم هذه الأحكام و المعارفالإسلامية، و يحذرونهم من مخالفتها: وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُواإِلَيْهِمْ و الهدف من ذلك أن يحذر هؤلاءعن مخالفة أوامر اللّه سبحانه بإنذارهملَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ.