3- من هو المخاطب في قوله: فَلا تَكُ فِيمِرْيَةٍ مِنْهُ؟
هناك احتمالان في من هو المخاطب بهذهالآية:الاحتمال الأوّل: النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم نفسه، أي: يا رسول اللّه لاتتردد في حقانيّة القرآن و شريعة الإسلامأقلّ تردد! و بالطبع فإنّ النّبي بحكم كونهيدرك الوحي شهودا، و يدرك بالحواس أنّالقرآن نازل من قبل اللّه، بل كان في درجةأعلى من الإحساس، فلم يكن لدية تردد فيحقانية هذه الدعوة، و لكن ليس هذه أوّلخطاب يوجه إلى النّبي و يكون المقصود بهعموم الناس، و كما يقول المثل العربي«إيّاك أعني و اسمعي يا جارة».و هذا التعبير أساسا هو ضرب من البلاغة،حيث يوضع المخاطب غير الحقيقي مكانالمخاطب الحقيقي لأهميته و لأغراض أخرى.و الاحتمال الثّاني: إنّه المخاطب بهذهالآية كل مكلّف عاقل، أي «فلا تك أيّهاالمكلف العاقل في مرية و تردد». و هذا واردإذا لم يكن المقصود بالآية أَ فَمَنْ كانَعَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ هو النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم، بل جميعالمؤمنين الصادقين (فتدبّر).و لكن التّفسير الأوّل أكثر انسجاما معظاهر الآية