و هنا ملاحظتان ينبغي الالتفات إليهما:1- كما أشرنا أعلاه فإنّ كلمة (آية) أيالمعجزة- و إن كانت مطلقة و تشمل كل أنواعالمعاجز- إلّا أنّ القرائن تبيّن أنّهؤلاء لم يطلبوا المعجزة لمعرفة صدقالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، بلكانوا طلاب معاجز اقتراحية، أي إنّهمكانوا كل يوم يقترحون على النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم معجزة جديدة ويأملون أن يطيعهم في ذلك، فكأنّ النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم إنسان لا عمل لهسوى صنع المعجزات، و هو منتظر لكل من هبّ ودبّ ليقترح عليه شيئا فيحقق له اقتراحه،غافلين عن أن المعجزة هي من فعل اللّهسبحانه أوّلا، و لا تتم إلّا بأمره وإرادته، و هي- ثانيا- معجزة لمعرفة أحقّيةالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم والاهتداء به، و وقوعها مرّة واحدة كافلهذا الغرض، و علاوة على ذلك فإنّ نبيّالإسلام قد أظهر من المعجزات القدرالكافي، فطلب المزيد لا يكون إلّا بدافعالاقتراحات الأهوائية و الشهوانية.و الشاهد على أنّ المقصود من (الآية) هناالمعجزات الاقتراحية، هو:أوّلا: إنّ نهاية الآية تهدد هؤلاء، و لوكانوا يطلبون المعجزة لاكتشاف الحقيقة،فلا وجه لهذا التهديد.ثانيا: رأينا قبل عدّة آيات أن هؤلاءكانوا عنودين و لجوجين إلى الحد الذياقترحوا فيه على النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم أن يبدل كتابه السماوي، أويغير على الأقل الآيات