إنّ الزعيم الواقعي يمكنه أن يكون في مأمنمن أي اتهام و يواصل طريقه في غاية الحريةفي صورة ما لو لم تكن له حاجة مادّية،فبذلك يستطيع أن يصحح كل انحراف فيأتباعه، و إلّا فإنّ الحاجة الماديّةبالنسبة لهذا المصلح ستكون غلّا تصفّد بهيداه و رجلاه و قفلا على لسانه و فكره.و من هذا الطريق .. طريق الحاجة الماديّةيدخل المنحرفون لممارسة ضغوطهم عليه عنطريق قطع المساعدات المادية أو عن طريقالإغراء بزيادة المساعدات، و مهما يكنالزعيم و القائد نقيا صافيا و مخلصا فهوانسان- أيضا- و من الممكن أن تزل قدماه ولهذا السبب نقرأ في الآيات الآنفة- و آياتأخرى من القرآن- أنّ الأنبياء يعلنونبصراحة في بداية دعوتهم أنّه ليست لهمحاجة مادية و لا ينتظرون من أتباعهم الأجر.و هذا دستور لجميع القادة و لا سيماالقادة الروحانيين و رجال الدين، غاية ما