يستفاد من أقوال بعض المفسّرين أنّالآيتين المذكورتين مكملتان للآيةالسابقة، و من الطبيعي أن يكون سبب نزولهانفس السبب السابق، إلّا أن جمعا آخر منالمفسّرين ذكر سببا آخر لنزول هاتينالآيتين، و هو أنّه لما نزلت الآيات التيذمت المتخلفين عن غزوة تبوك و وبختهم قالأحد المنافقين: أقسم باللّه أنّ هؤلاءأشرافنا و أعياننا، فإن كان ما يقولهمحمّد حقّا فإنّ هؤلاء أسوا حالا منالدواب، فسمعه أحد المسلمين و قال: و اللّهإن ما يقوله لحق، و إنّك أسوأ من الدابة.فبلغ ذلك رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم فبعث إلى ذلك المنافق فأحضر، فسألهعن سبب قوله ذلك الكلام، فحلف أنّه لم يقلذلك، فقال الرجل المؤمن الذي كان طرفا فيخصومة الرجل و أبلغ كلامه لرسول اللّه:اللّهم صدّق الصادق و كذّب الكاذب. فنزلتالآيتين أعلاه.