1- بالرغم من أنّ كلمة «دابّة» مشتقة منمادة «دبيب» التي تعني السير ببطء و بخطىقصيرة، و لكنّها من الناحية اللغوية تشملكل حيوان يتحرك في سيرة ببطء أو بسرعة،فنرى كلمة الدابة تطلق على الفرس و على كلحيوان يركب عليه، و واضح أنّ الكلمة في هذهالآية- محل البحث- تشمل جميع الحيواناتالموجودة على سطح الأرض بما فيهاالحيوانات التي تدبّ في سيرها ..2- «الرزق»: هو العطاء المستمر، و من هناكان عطاء اللّه المستمر للموجودات رزقا. وينبغي الالتفات إلى أن مفهوم الرزق غيرمنحصر في الحاجات المادية، بل يشمل كلعطاء ماديّ أو معنوي. و لذلك نقول مثلا:«اللّهم ارزقني علما كاملا» أو نقول:«اللّهم ارزقني الشهادة في سبيلك».و الظاهر أنّ المراد من الرزق في هذهالآية الرزق المادي، و لكن إرادة المفهومالعام الذي يندرج تحته الرزق المعنوي غيربعيد ..3- «المستقر»- في الأصل- تعني المقّر، لأنجذر هذه الكلمة في اللغة مأخوذ من «قرّ»على وزن «حرّ» و تعني كلمة القرّ البردالشديد الذي يجعل الإنسان و الموجوداتالأخرى يركنون إلى بيوتهم، و من هنا جاءتبمعنى التوقف و السكون أيضا.و «المستودع» و «الوديعة» من مادة واحدة،و هاتان الكلمتان في الأصل تعنيان «اطلاقالشيء و تركه» و لذلك تطلق عليه الأمورغير الثابتة التي ترجع إلى حالتهاالطبيعية، فيطلق على كل أمر غير ثابت«مستودع» و بسبب رجوع الشيء إلى صاحبهالأصلي و تركه محله الذي هو فيه يسمى ذلكالشيء «وديعة» أيضا.فالآية أنفة الذكر تقول: لا ينبغي التصورأن اللّه سبحانه يرزق الدواب التي تستقرفي أماكنها فحسب، بل هي حيث ما كانت و في أيظرف من الظروف تكون فإنّه تعالى يوصلإليها أرزاقها، لأنّه يعلم أماكناستقرارها، و كذلك يعلم جميع