لا حظنا في الآيات السابقة كيف أنّالمنافقين اعتبروا نقاط القوّة في سلوكالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم نقاطضعف، و كيف حاولوا استغلال هذه المسألة منأجل بثّ التفرقة بين المسلمين. و في هذهالآيات إشارة إلى نوع آخر من برامجهم وطرقهم.فمن الآية الأولى يستفاد أنّ اللّهسبحانه و تعالى يكشف الستار عن أسرارالمنافقين أحيانا، و ذلك لدفع خطرهم عنالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم و فضحهمأمام الناس ليعرفوا حقيقتهم، و يحذروهم وليعرف المنافقون موقع اقدامهم و يكفّوا عنتآمرهم، و يشير القرآن إلى خوفهم من نزولسورة تفضحهم و تكشف خبيئة أسرارهم فقال:يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَعَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمافِي قُلُوبِهِمْ.إلّا أنّ العجيب في الأمر أن هؤلاء و لشدةحقدهم و عنادهم لم يكفّوا عن استهزائهم وسخريتهم، لذلك تضيف الآية: بأنّهم مهماسخروا من أعمال النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم