إنّ هذه الآية- تتمّة للبحث الذي مرّ فيالآية السابقة حول نفي الشرك و عبادةالأصنام- تشير إلى فطرة التوحيد لكلالبشر، و تقول: وَ ما كانَ النَّاسُ إِلَّاأُمَّةً واحِدَةً.إنّ فطرة التوحيد هذه، و التي كانت سالمةفي البداية، إلّا أنّها قد اختلفت وتلوّثت بمرور الزمن نتيجة الأفكارالضيقة، و الميول الشيطانية و الضعف،فانحرف جماعة عن جادة التوحيد و توجهواإلى الشرك، و قد انقسم المجتمع الإنسانيإلى قسمين مختلفين: قسم موحّد، و قسم مشرك:فَاخْتَلَفُوا. بناء على هذا فإنّ الشركفي الواقع نوع من البدعة و الانحراف عنالفطرة، الانحراف المترشح من الأوهام والخرافات التي لا أساس لها.و قد يطرح هنا هذا السؤال، و هو: لماذا لايرفع اللّه هذا الاختلاف بواسطة عقابالمشركين السريع، ليرجع المجتمع الإنسانيجميعه موحّدا؟و يجيب القرآن الكريم مباشرة عن هذاالسؤال بأنّ الحكمة الإلهية تقتضي