يستفاد من الآيات القرآنية المختلفة- و منجملتها الآية (156) من سورة الأعراف، و الآية(3) من سورة النمل، و الآية (4) من سورةلقمان، و الآية (7) من سورة فصلت، و كلها سورمكّية- أن حكم وجوب الزكاة نزل في مكّة، وكان المسلمون ملزمين بأدائها كواجب شرعي،لكن لما قدم النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم إلى المدينة و أسس الدولةالإسلامية، و كان لا بدّ من إيجاد بيتالمال، أمره اللّه سبحانه بأن يأخذ الزكاةمن الناس بنفسه- لا أنهم يصرفون الزكاةبأنفسهم حسب ما يرونه- فنزلت الآية (103) منسورة التوبة: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْصَدَقَةً ....و المشهور أنّ ذلك انّ في السنة الثّانيةللهجرة، ثمّ بيّنت الآية التي نبحثها-الآية (60) من سورة التوبة- موارد صرف الزكاةبصورة دقيقة. و لا ينبغي التعجب من أنتشريع أخذ الزكاة في الآية (103)، و بيانموارد صرفها- و الذي يقال أنّه نزل فيالسنة التاسعة للهجرة- في الآية (60)، لأنانعلم أن آيات القرآن لم تجمع و ترتب حسبتأريخ نزولها، بل بأمر النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم، حيث أمر بوضع كل آية فيمكانها المناسب.
4- من هم المقصودون بـ الْمُؤَلَّفَةِقُلُوبُهُمْ؟
الذي يفهم من تعبير الْمُؤَلَّفَةِقُلُوبُهُمْ أن أحد موارد صرف الزكاة همالأفراد الذين يراد استمالتهم و جلبمحبّتهم بالزكاة، لكن هل المراد منهمالكفار الذين يمكن الاستعانة بهم في أمرالجهاد ببذل الزكاة لهم، أم يدخل معهمالمسلمون ضعيفو الإيمان؟و كما قلنا في المباحث الفقهية، فإنّ لهذهالآية، و كذلك للروايات الواردة في هذاالموضوع مفهوما واسعا، و لهذا فإنّها تشملكل من يمكن استمالته من أجل نفع و تحكيمالإسلام، و لا دليل على تخصيصها بالكفار.