إنّ هدف القرآن الأصلي من ذكر قصص الماضينبيان دروس و عبر و مسائل تربوية، و في هذاالقسم من قصّة نوح مسائل مهمّة جدّا نشيرإلى قسم منها:
أ- تطهير وجه الأرض:
صحيح أنّ اللّه رحيم ودود، و لكن لا ينبغيأن ننسى أنّه حكيم أيضا، فبمقتضى حكمتهأنّه عند ما لا تؤثر دعوة الناصحين والمربيّن الإلهيين في قوم فاسدين، فلا حقلهم بعد ذلك في الحياة و سينتهون نتيجةللثورات الاجتماعية أو الطبيعية و تحتوطأة التنظيم الحياتي.و هذا الأمر غير منحصر في قوم نوح و لابزمان معين، إنما هو سنة اللّه في خلقه وعبادة في جميع العصور و الأزمان حتى فيعصرنا الحاضر، و أي إشكال في أن تكون كل منالحرب العالمية الأولى و الحرب العالميةالثّانية صورة من صور «تطهير الأرض».