ملاحظات
1- التصفية لا الانتقام
يستفاد من الآيات المتقدمة أنّ عذاباللّه يفتقد جنبة الانتقام، لأنّه عبارةعن تصفية نوع من البشر و زوالهم لعدمجدارتهم بالحياة، و ليبقى الصالحون منبعدهم .. إنّ مثل هؤلاء المستكبرينالفاسدين و المفسدين لا أمل بإيمانهم، ولا حق لهم في الحياة في نظر نظام الخلق، وهكذا كان قوم نوح لأنّ الآيات السابقةتبيّن له أنّه لن يؤمن من قومك إلّا من قدآمن، فلا أمل بإيمانهم فتهيأ لصنع «الفلك»وَ لا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَظَلَمُوا.و هذا الموضوع يبدو جليا في دعاء هذاالنّبي على قومه، فنحن نقرأ في سورة نوحعليه السّلام وَ قالَ نُوحٌ رَبِّ لاتَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَالْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْتَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَ لايَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً.و أساسا فإنّ لكل موجود هدفا في نظامالخلقة، و حين ينحرف هذا الموجود عن هدفه ويغلق على نفسه جميع طرق الإصلاح، يكونوجوده و بقاؤه بلا معنى، و لا بد من أن يزولشاء أم أبى، و كا يقول الشاعر:
لا نضرة عندي و لا ورق و لا
ورد و لا ثمرففيم بقائي
ورد و لا ثمرففيم بقائي
ورد و لا ثمرففيم بقائي