1- لما كان القرآن كتاب تربية و تكاملللإنسان، فإنّه يستعين بالأمثلة لتوضيحالحقائق العقلية في كثير من الموارد، و قديجسّد المواضيع التي لها امتداد زمني طويلفي مسرحية و تمثيلية قصيرة و قابلةللمطالعة أمام أعين الناس.إنّ متابعة تأريخ مليء بالحوادث يتعلقبإنسان ما، أو جيل ما، و الذي قد يطوللمائة سنة أحيانا ليس بالأمر الهينبالنسبة للأفراد العاديين، أمّا عند ماتتلخص هذه الساحة و الحياة في عدّة أشهر،كما هو الحال في حياة كثير من النباتات، منالولادة إلى الرشد و النمو و الجمال، ثمّالهلاك و الموت، و تظهر أمام الإنسان،فإنّه يستطيع أن يرى ببساطة مراحل حياته وكيفيتها في هذه المرآة الشفافة.جسموا هذه اللقطات أمام أعينكم تماما:حديقة مليئة بالأشجار و الخضرة و النباتاتالدائمة الثمر، و صخب الحياة يعم كلأرجائها ... و فجأة في ليلة مظلمة، أو يومصحو تغطي السحب السوداء وجه السماء، وترعد و تبرق ثمّ تهب الأعاصير العاتية وتنهمر الأمطار الشديدة من كل جانب وتدمرها.غدا نأتي لرؤية تلك الحديقة ... الأشجارمتكسرة ... النباتات و الأعشاب مبعثرة وميتة، و كل شيء أمامنا ملقى على الأرضبصورة لا نصدق معها أنّ هذه هي تلك الحديقةالغنّاء الجميلة التي كانت تبتسم فيوجوهنا بالأمس!.