ما يزال الكثير يظنون أن التدين هو العمللعمارة الآخرة و السعادة بعد الموت، و أنّالأعمال الصالحة هي الزاد و المتاع للدارالآخرة .. و لا يكترثون أبدا بأثر الدينالأصيل في الحياة الدنيا على حين أن الدينالصحيح في الوقت الذي يعمر الدار الآخرةيعمر «الدنيا» أيضا .. و طبيعي إذا لم يكنللدين أي تأثير على هذه الحياة الدنيا فلاتأثير له في الحياة الأخرى أيضا.و القرآن الكريم يتعرض لهذا الموضوعبصراحة في آيات كثيرة، و ربّما يتناولأحيانا الجزئيات من هذه المسائل، كما وردفي سورة نوح عليه السّلام على لسان هذاالنّبي العظيم مخاطبا قومه فَقُلْتُاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَغَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَعَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدْكُمْبِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْلَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْأَنْهاراً «1». (1) سورة نوح، 9- 11.