إنّ بناء الشّخصية- قبل كل شيء- بحاجةإلى عناصر معدّة ذات قيم إنسانية، ليمكنللفرد أن يتحمل العبء الثقيل الإصلاحيللعالم، و هذا الأمر بحاجة- أوّلا- إلىالارتقاء الفكري و العلمي و الاستعدادالروحي، لتطبيق ذلك المنهج العظيم.فالتحجر، و ضيق النظر و الحسد، والاختلافات الصبيانية، و كل نفاق بشكل عامأو تفرقة لا تنسجم و مكانة المنتظرينالواقعيين.و المسألة المهمّة- هنا- أنّ المنتظرالواقعي لا يمكنه أن يقف موقف المتفرجممّا أشرنا إليه آنفا، بل لا بدّ أن يقف فيالصف الآخر، أي صف الثائرين المصلحين،فالإيمان بالنتائج و ما يؤول إليه هذاالتحول، لا يسمح له أبدا أن يكون في صف«المثبطين» المتقاعسين، بل يكون في صفالمخلصين المصلحين، و يكون عمله خالصا وروحه أكثر نقاء، و أن يكون شهما عارفامعرفة كافية بالأمور.فإذا كنت فاسدا معوجّا فكيف يمكنني أنأنتظر نظاما لا مكان فيه للفاسدين؟أليس مثل هذا الانتظار كافيا لأن أطهّرنفسي و فكري، و أغسل جسمي و روحي منالتلوّث؟! و الجيش الذي ينتظر جهاداتحرريا لا بدّ له أن يكون في حالة منالاستعداد الكامل، و أن يهيئ السلاحالجدير بالمعركة، و أن يصنع الملاجئ والمواضع