تعكس الآيات الآنفة درسا من أنجع الدروسالإنسانية و التربوية ضمن بيان قصّة نوح ..درسا لا مفهوم له في المذاهب الماديةلكنّه أصل أساس في المذهب الإلهي والمعنوي.فالعلائق المادية «النسب، القرابة،الصداقة، المرافقة» تخضع دائما فيالمذاهب السماوية إلى العلائق المعنوية.و في المذاهب السماوي لا مفهوم للعلاقةالنسبية و القرابة مقابل الرابطةالمذهبية.هناك حيث تتحقق العلاقة الدينية، كسلمانالفارسي الذي لا هو من أهل بيت النّبي و لامن قريش و لا من أهل مكّة، بل لم يكن أساسامن العرب، و لكنّه طبقا لماورد في الحديث الشريف المعروف «سلمانمنّا أهل البيت»كان يعدّ من أسرة النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم.إلّا أنّ الابن الواقعي و المباشر للنّبي-كابن نوح- يطرد على أثر قطع علاقتهالدينية، و يقال في شأنه لأبيه نوح:إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ.قد تكون هذه المسألة المهمّة عسيرة الفهملمن يعيش في دائرة التفكير المادي لكنّهاحقيقة من صميم الأديان السماوية جميعا.