و هنا ملاحظات ينبغي الانتباه لها:1- هناك نقاش طويل بين المفسّرين في الفرقبين كلمتي الضياء و النور، فالبعض منهماعتبرهما مترادفتين و أن معناهما واحدا، والبعض الأخر قالوا: إنّ الضياء استعمل فيضوء الشمس فالمراد به النور القوي، أمّاكلمة النور التي استعملت في ضوء القمرفإنّها تدل على النور الأضعف.الرأي الثّالث في هذا الموضوع هو أنّالضياء بمعنى النور الذاتي، أمّا النورفإنّه أعم من الضياء و يشمل الذاتي والعرضي، و على هذا فإنّ اختلاف تعبيرالآية يشير إلى هذه النقطة. و هي أنّ اللّهسبحانه قد جعل الشمس منبعا فوّارا للنور،في الوقت الذي جعل للقمر صفة الاكتساب،فهو يكتسب نوره من الشمس.و الذي يبدو أنّ هذا التفاوت مع ملاحظةآيات القرآن، هو الأصح، لأنا نقرا فيالآية (16) من سورة نوح: وَ جَعَلَ الْقَمَرَفِيهِنَّ نُوراً وَ جَعَلَ الشَّمْسَسِراجاً و في الآية (61) من سورة الفرقان، وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَ قَمَراًمُنِيراً فإذا لا حظنا أنّ نور السراجينبع من ذاته، و هو منبع و عين للنور، و أنالشمس قد شبهت في الآيتين بالسراج، سيتّضحأنّ هذا التفاوت مناسب جدا في الآيات موردالبحث.2- هناك اختلاف بين أهل الكتاب و كتّاباللغة في أن (ضياء) جمع أم مفرد،