1- يتّضح من سبب النزول المذكور لهذهالآية، أنّ هذه الآية ترتبط بالآية التيسبقتها في موضوع توبة أبي لبابة و رفاقه،لأنّهم- و كشكر منهم لقبول توبتهم- أتوابأموالهم و وضعوها بين يدي النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم ليصرفها في سبيلاللّه، إلّا أنّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم اكتفى بأخذ قسم منها فقط.إلّا أنّ سبب النزول هذا لا ينافي- مطلقا-أن هذه الآية بيّنت حكما كليا عاما فيالزكاة، و لا يصحّ ما طرحه بعض المفسّرينمن التضاد بين سبب نزولها و ما بينته منحكم كلي، كما قلنا ذلك مكررا في سائر آياتالقرآن و أسباب نزولها.السؤال الوحيد الذي يبقى هنا، هو أنّالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم- حسبرواية- قد قبل ثلث أموال أبي لبابة وأصحابه، في الوقت الذي لا يبلغ مقدارالزكاة الثلث في أي مورد، ففي الحنطة والشعير و التمر و الزبيب العشر أحيانا، وأحيانا جزء من عشرين جزءا، و في الذهب والفضة (5، 2)، و في الأنعام (البقر و الغنم والإبل) لا