امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 276
نمايش فراداده

لألمكم، و إذا كان يصرّ على هدايتكم ويتحمل الحروب المضنية الرهيبة، فإنّ ذلكلنجاتكم أيضا، و لتخليصكم من قبضة الظلم والاستبداد و المعاصي و التعاسة.

ثمّ تضيف أنّه حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ويتحمس لهدايتكم.

«الحرص» في اللغة بمعنى قوة و شدة العلاقةبالشي‏ء، و اللطيف هنا أن الآية أطلقتالقول و قالت: حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ فلم يردحديث عن الهداية، و لا عن أي شي‏ء آخر، وهي تشير إلى عشقه صلّى الله عليه وآلهوسلّم لكل خير و سعادة ورقي لكم. و كمايقال: إن حذف المتعلق دليل على العموم.

و على هذا، فإنّه إذا دعاكم و سار بكم إلىساحات الجهاد المريرة، و إذا شدّد النكيرعلى المنافقين، فإنّ كل ذلك من أجل عشقهلحريتكم و شرفكم و عزتكم.

و هدايتكم و تطهير مجتمعكم.

ثمّ تشير إلى الصفتين الثّالثة والرّابعة و تقول: بِالْمُؤْمِنِينَرَؤُفٌ رَحِيمٌ و على هذا فإنّ كل الأوامرالصعبة التي يصدرها، (حتى المسير عبرالصحاري المحرقة في فصل الصيف المقرونبالجوع و العطش لمواجهة عدو قوي في غزوةتبوك) فإنّ ذلك نوع من محبته و لطفه.

و هناك بحث بين المفسّرين في الفرق بين«الرؤوف» و «الرحيم»، إلّا أنّ الذي يبدوأن أفضل تفسير لهما هو أنّ الرؤوف إشارةإلى محبّة خاصّة في حقّ المطيعين، في حينأنّ الرحيم إشارة إلى الرحمة تجاهالعاصين، إلّا أنّه يجب أن لا يغفل عن أنهاتين الكلمتين عند ما تفصلان يمكن أنتستعملا في معنى واحد، أمّا إذا اجتمعتافتعطيان معنى مختلفا أحيانا.

و في الآية التي تليها، و هي آخر آية فيهذه السورة، وصف للنّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم بأنّه شجاع و صلب في طريق الحق،و لا ييأس بسبب عصيان الناس و تمردهم، بليستمر في دعوتهم إلى دين الحق: فَإِنْتَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لاإِلهَ إِلَّا هُوَ فهو حصنه الوحيد .. أجللا حصن لي إلّا اللّه، فإليه استندت وعَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ