امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 6

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و من هنا فإنّ خطاب الآية الأولى موجهللناس، فهي تقول: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌمِنْ أَنْفُسِكُمْ، خاصّة و أنّه قد وردتلفظة مِنْ أَنْفُسِكُمْ بدل منكم، و هيتشير إلى شدة ارتباط النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم بالناس، حتى كأنّ قطعة منروح الناس و المجتمع قد ظهرت بشكل النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم، و لهذا السببفإنّه يعلم كل آلامهم، و مطلع علىمشاكلهم، و شريكهم في غمومهم و همومهم، وبالتالي لا يمكن أن يتصور صدور كلام منهإلّا في مصلحتهم، و لا يخطو خطوة إلّا فيسبيلهم، و هذا في الواقع أوّل وصف للنّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم ذكر في هذهالآية.

و من العجيب أنّ جماعة من المفسّرين الذينوقعوا تحت تأثير العصبية القومية والعربية قالوا: إنّ المخاطب في هذه الآيةهم العرب! أي أنّ النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم قد جاءكم من هذا الأصل!.

إنّنا نعتقد أن هذا هو أسوأ تفسير ذكرلهذه الآية، لأنا نعلم أنّ الشي‏ء الذي لميجر له ذكر في القرآن الكريم هو مسألةالأصل و العرق، ففي كل مكان تبدأ خطاباتالقرآن بـ يا أَيُّهَا النَّاسُ و ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا و أمثالها، ولا يوجد في أي مورد «يا أيّها العرب» و «ياقريش» و أمثال ذلك.

إضافة الى أنّ ذيل الآية الذي يقول:بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ينفيهذا التّفسير بوضوح، لأنّ الكلام فيه عنكل المؤمنين، من أي قومية أو عرق كانوا.

و ممّا يثير الأسف أنّ بعض العلماءالمتعصبين قد حجّموا عالمية القرآن وعموميته لكل البشر، و حاولوا حصره في حدودالقومية و العرق المحدودة.

و على كل حال، فبعد ذكر هذه الصفة مِنْأَنْفُسِكُمْ أشارت الآية إلى أربع صفاتأخرى من صفات النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم السامية، و التي لها الأثر العميقفي إثارة عواطف الناس و جلب انتباههم وتحريك أحاسيسهم.

ففي البداية تقول: عَزِيزٌ عَلَيْهِ ماعَنِتُّمْ أي أن الأمر لا ينتهي في أنّه لايفرح لأذاكم و مصاعبكم، بل إنّه لا يقفموقف المتفرج تجاه هذا الأذى، فهو يتألم‏

/ 584