امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 298
نمايش فراداده

من نور إيمانهم يضي‏ء كل آفاق حياتهم، وقد اتّضحت لهم الحقائق باشراقات هذا النوربحيث لم تعد شراك المذاهب المادية وزبارجها، و لا الوساوس الشيطانية و بريقالمطامع الدنيوية قادرة على التعتيم علىافكارهم و دفعهم في طريق الانحراف عنالصواب و الحق.

إنّ وضع هؤلاء في الحياة الأخرى أنّهمتَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِيجَنَّاتِ النَّعِيمِ.

إنّ هؤلاء يرفلون في محيط مملوء بالصلح والصفاء و عشق اللّه و أنواع النعم، ففي كلوقت تنير وجودهم نفحة و رشحة من ذات اللّهو صفاته، فإنّ دَعْواهُمْ فِيهاسُبْحانَكَ اللَّهُمَّ و كلما التقىبعضهم بالآخر فإنّهم يتحدثون عن الصفاء والسّلام وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وأخيرا فإنّهم كلّما التذوا بنعم اللّهالمختلفة شكروا ذلك وَ آخِرُ دَعْواهُمْأَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّالْعالَمِينَ.

ملاحظات

1- المقصود من لقاء اللّه الذي جاء فيالآية الأولى ليس هو اللقاء الحسي قطعا،بل المقصود أنّ الإنسان إضافة إلى الحصولعلى الثواب و عطايا اللّه، فإنّه يشعر يومالقيامة بنوع من الحضور القلبي بالنسبةللذات المقدسة، لأنّه حينئذ سيرى آياتاللّه و علاماته بصورة أوضح في كل مكان، وسيحصل على رؤية و إدراك جديد لمعرفته «1».

2- إنّ الحديث في قوله تعالى: يَهْدِيهِمْرَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ عن هدايةالإنسان في‏

(1) لمزيد التوضيح راجع المجلد الأوّل منتفسيرنا هذا ذيل الآية (46) من سورة البقرة.