امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
بِها فهم لا يعتقدون بالمعاد و تجاهلواالآيات البينات فلم يتدبروا فيها كيماتستيقظ قلوبهم و يتحرك فيهم روح الاحساسبالمسؤولية وَ الَّذِينَ هُمْ عَنْآياتِنا غافِلُونَ فكلا هاتين الطائفتينمصيرهم الى النّار: أُولئِكَ مَأْواهُمُالنَّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ.إنّ النتيجة الطبيعية و الحتمية لعدمالإيمان بالمعاد هي الارتباط بهذه الحياةالمحدودة و العلائق المادية، و الاطمئنانبها و الاعتماد عليها، و نتيجة ذلك- أيضا-هو تلوّث الأعمال و فساد السلوك في أنماطالحياة المختلفة، و لا تكون عاقبة ذلكإلّا النّار.و كذلك فإنّ الغفلة عن الآيات الإلهية هيأساس البعد عن اللّه سبحانه، و الابتعادعن اللّه هو العلّة لعدم الإحساسبالمسؤولية و التلوّث بالظلم و الفساد والمعصية، و عاقبة ذلك لا تكون إلّا النّار.بناء على هذا، فإنّ كلا الفريقين أعلاه-أي الذين لا يؤمنون بالمبدأ، أو لا يؤمنونبالمعاد- سيكونان ملوّثين حتما بالأعمالالذميمة، و مستقبل كلا الفريقين مظلم.إنّ هاتين الآيتين تؤكّدان مرّة أخرى هذهالحقيقة، و هي أنّ إصلاح مجتمع ما و إنقاذهمن نار الظلم و الفساد، يتطلب تقوية ركنيالإيمان باللّه و المعاد اللذين هما شرطانضروريان و أساسيان، فإنّ عدم الإيمانباللّه سبحانه سيقتلع الإحساس بالمسؤوليةمن وجود الإنسان، و الغفلة عن المعاد يذهببالخوف من العقاب، و على هذا فإنّ هذينالأساسين العقائديين هما أساس كلالإصلاحات الاجتماعية.ثمّ يشير القرآن إلى وضع فئة أخرى فيمقابل هذه الفئة، فيقول: إِنَّ الَّذِينَآمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِيَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْفإنّ نور الهداية الإلهية الذي ينبعث