و توضيح ذلك، أنّه لا يلزم أن يكون لجميعاليهود مثل هذا الإعتقاد، إذ يكفي هذاالقدر المسلم به، و هو أنّه في عصر نزولالآيات على النّبي محمّد صلّى الله عليهوآله وسلّم كان في اليهود من يعتقد بهذاالإعتقاد، و الدليل على ذلك كما نوّهنا،هو أنّه لم ينكر أيّ منهم ذلك على النّبي والشيء الوحيد الذي صدر منهم- وفقا لبعضالرّوايات- أنّهم قالوا: إنّ هذا اللقب«ابن اللّه» إنّما هو لاحترام عزير، و قدعجزوا عن جواب لمّا سألهم و أشكل عليهم: لملا تجعلون هذا اللقب إذا لنبيّكم موسىعليه السّلام؟! و على كل حال فمتى ما نسبقول أو اعتقاد إلى قوم ما، فلا يلزم أنيكون الجميع قد اتفّقوا على ذلك، بل يكفيأن يكون فيهم جماعة ملحوظة تذهب إلى ذلك.
لا ريب أن المسيحيين يعتقدون أن عيسى هوالابن الحقيقي للّه، و لا يطلقون هذاالاسم إكراما و تشريفا له، بل على نحوالمعنى الواقعي له، و هم يصرّحون في كتبهمأن إطلاق هذا الاسم على غير المسيحبالمعنى الواقعي غير جائز، و لا شك أنّ هذامن بدع النصارى، و المسيح لم يدّع مثل هذاالادعاء أبدا، و إنّما كان يقول:
بأنّه عبدّ للّه، و لا معنى أساسا لأنننسب علاقة الأبوة و البنوة الخاصّة بعالمالمادة و عالم الممكنات بين اللّه و عبادهأبدا.
يقول القرآن المجيد في الآية محل البحث:أنّهم- أي اليهود و النصارى- يضاهئون- أييشبهون بانحرافاتهم- الذين كفروا والمشركين.
و هذا التعبير يشير إلى أنّهم مقلّدون إذكانوا يعتقدون بأنّ بعض الآلهة هو إلهالأب، و بعضها إله الابن، و حتى أنّ بعضهمكان يعتقد بأنّ هناك إله الأم، و إلهالزوج،