امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 4
نمايش فراداده

و توضيح ذلك، أنّه لا يلزم أن يكون لجميعاليهود مثل هذا الإعتقاد، إذ يكفي هذاالقدر المسلم به، و هو أنّه في عصر نزولالآيات على النّبي محمّد صلّى الله عليهوآله وسلّم كان في اليهود من يعتقد بهذاالإعتقاد، و الدليل على ذلك كما نوّهنا،هو أنّه لم ينكر أيّ منهم ذلك على النّبي والشي‏ء الوحيد الذي صدر منهم- وفقا لبعضالرّوايات- أنّهم قالوا: إنّ هذا اللقب«ابن اللّه» إنّما هو لاحترام عزير، و قدعجزوا عن جواب لمّا سألهم و أشكل عليهم: لملا تجعلون هذا اللقب إذا لنبيّكم موسىعليه السّلام؟! و على كل حال فمتى ما نسبقول أو اعتقاد إلى قوم ما، فلا يلزم أنيكون الجميع قد اتفّقوا على ذلك، بل يكفيأن يكون فيهم جماعة ملحوظة تذهب إلى ذلك.

2- لم يكن المسيح ابن اللّه‏

لا ريب أن المسيحيين يعتقدون أن عيسى هوالابن الحقيقي للّه، و لا يطلقون هذاالاسم إكراما و تشريفا له، بل على نحوالمعنى الواقعي له، و هم يصرّحون في كتبهمأن إطلاق هذا الاسم على غير المسيحبالمعنى الواقعي غير جائز، و لا شك أنّ هذامن بدع النصارى، و المسيح لم يدّع مثل هذاالادعاء أبدا، و إنّما كان يقول:

بأنّه عبدّ للّه، و لا معنى أساسا لأنننسب علاقة الأبوة و البنوة الخاصّة بعالمالمادة و عالم الممكنات بين اللّه و عبادهأبدا.

3- اقتباس هذه الخرافات‏

يقول القرآن المجيد في الآية محل البحث:أنّهم- أي اليهود و النصارى- يضاهئون- أييشبهون بانحرافاتهم- الذين كفروا والمشركين.

و هذا التعبير يشير إلى أنّهم مقلّدون إذكانوا يعتقدون بأنّ بعض الآلهة هو إلهالأب، و بعضها إله الابن، و حتى أنّ بعضهمكان يعتقد بأنّ هناك إله الأم، و إلهالزوج،