امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 305
نمايش فراداده

و هل هو نفس الإنسان الذي علمه اللّهالبيان: خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُالْبَيانَ «1».

و أخيرا، فهل أنّ هذا هو الإنسان الذيحثّه اللّه على السعي و الكدح في المسيرإلى اللّه: يا أَيُّهَا الْإِنْسانُإِنَّكَ كادِحٌ إِلى‏ رَبِّكَ كَدْحاً«2».

يجب أن نرى من هم الذين تتكرّس فيهم كلنقاط الضعف هذه، بالرغم من كل هذه الكرامةو المحبة الإلهية؟

الظاهر أنّ هذه المباحث تتعلق بمن لم ينشأفي حجر القادة الإلهيين، بل نشأ و نما كماتنمو الأعشاب، فلا معلم و لا دليل، و قداطلق العنان لشهواته و غاص وسط الأهواء والميول.

من الطبيعي أنّ مثل هذا الإنسان لا يستفيدمن إمكاناته و ثرواته العظيمة، و يسخرهافي طريق الانحرافات و الأخطاء، و عند ذلكسيظهر كموجود خطر، و في النهاية عاجز وبائس. و إلّا فالإنسان الذي يستفيد من وجودالقادة الإلهيين، و يستغل فكره في مسيرالحركة التكاملية و الحق و العدل، فإنّهيخطو نحو مرتبة الآدمية، و يستحق اسم «بنيآدم» و يصل إلى درجة لا يرى فيها إلّااللّه سبحانه، كما يقول القرآن: وَ لَقَدْكَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْفِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى‏ كَثِيرٍ مِمَّنْخَلَقْنا تَفْضِيلًا «3».

(1) الرحمن، 3.

(2) الإنشقاق، 6.

(3) الإسراء، 70.