امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 310
نمايش فراداده

الكلام مطلقا، و لو كانت هذه الآيات منعندي لتحدثت بها لكم خلال هذه الأربعينسنة، فهل لا تدركون أمرا بهذه الدرجة منالوضوح: أَ فَلا تَعْقِلُونَ.

و كذلك، و من أجل التأكيد يضيف: بأنّي أعلمأنّ أقبح أنواع الظلم هو أن يفتري الإنسانعلى اللّه الكذب: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِافْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ كَذِباً و علىهذا فكيف يمكن أن أرتكب مثل هذا الذنبالكبير؟!.

و كذلك فإنّ التكذيب بآيات اللّه سبحانهمن أشدّ الكبائر و أعظمها: أَوْ كَذَّبَبِآياتِهِ فإذا كنتم جاهلين بعظمته ماترتكبونه من الإثم في تكذيب و إنكار آياتالحق، فإنّي لست بجاهل بها، و على كل حالفإنّ عملكم هذا جرم كبير، و إِنَّهُ لايُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ.

ملاحظات

1- إنّ المشركين كانوا يطلبون من النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم إمّا أن يستبدلالقرآن بكتاب آخر، أو يبدله، و الفرق واضحبين الاثنين، ففي الطلب الأوّل كان هدفهمهو اقتلاع وجود هذا الكتاب تماما ليحلمحله كتاب آخر من طرف النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم، أمّا في الطلب الثّانيفكانوا يريدون على الأقل أن تبدل الآياتالتي تخالف أصنامهم حتى لا يشعروا بأي ضيقو انزعاج من هذه الناحية.

و نحن نرى كيف أنّ القرآن الكريم أجابهمبلهجة قاطعة بأنّ النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم ليس له أي اختيار و تصرف فيالتبديل، و لا التغيير، و لا تسريع نزولالوحي أو تأخره.

و ندرك من ذلك حماقة و غباء هؤلاء فهميقبلون بالنّبي الذي يتبع خرافاتهم وأهواءهم، لا القدوة و المربي و القائد والدليل!.

2- ممّا يستحق الانتباه، أنّ النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم في الإجابة عنالطلبين اكتفى بذكر عدم القدرة بتنفيذالطلب الثّاني و قال: إنّي لا أستطيع أنأغيره من تلقاء نفسي، و بهذا