امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 315
نمايش فراداده

الآية [سورة يونس (10): آية 19]

وَ ما كانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةًواحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَ لَوْ لاكَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَبَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)

التفسير

إنّ هذه الآية- تتمّة للبحث الذي مرّ فيالآية السابقة حول نفي الشرك و عبادةالأصنام- تشير إلى فطرة التوحيد لكلالبشر، و تقول: وَ ما كانَ النَّاسُ إِلَّاأُمَّةً واحِدَةً.

إنّ فطرة التوحيد هذه، و التي كانت سالمةفي البداية، إلّا أنّها قد اختلفت وتلوّثت بمرور الزمن نتيجة الأفكارالضيقة، و الميول الشيطانية و الضعف،فانحرف جماعة عن جادة التوحيد و توجهواإلى الشرك، و قد انقسم المجتمع الإنسانيإلى قسمين مختلفين: قسم موحّد، و قسم مشرك:فَاخْتَلَفُوا. بناء على هذا فإنّ الشركفي الواقع نوع من البدعة و الانحراف عنالفطرة، الانحراف المترشح من الأوهام والخرافات التي لا أساس لها.

و قد يطرح هنا هذا السؤال، و هو: لماذا لايرفع اللّه هذا الاختلاف بواسطة عقابالمشركين السريع، ليرجع المجتمع الإنسانيجميعه موحّدا؟

و يجيب القرآن الكريم مباشرة عن هذاالسؤال بأنّ الحكمة الإلهية تقتضي‏