امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
اللَّهِ أي إنّ هذه الأصنام و الآلهةتستطيع بشفاعتها أن تكون سببا للضر والنفع رغم عجزها عن أي عمل بصورة مستقلة.لقد كان الإعتقاد بشفاعة الأصنام أحدأسباب عبادتها، و كما جاء في التواريخ،فإنّ عمرو بن لحي كبير العرب عند ما ذهبإلى المياه المعدنية في الشام لمعالجةنفسه بها، جلب انتباهه وضع عبدة الأصنام،و لما سأل منهم عن الباعث على هذا العمل والعبادة، قالوا له: إنّ هذه الأصنام هي سببنزول الأمطار، و حل المشاكل، و لهاالشفاعة بين يدي اللّه، و لما كان رجلاخرافيا وقع تحت تأثير هذه الأجوبة، و طلبمنهم بعض الأصنام ليأخذها إلى الحجاز، وعن هذا الطريق راجت عبادة الأصنام بين أهلالحجاز.إنّ القرآن يقول في دفع هذا الوهم: قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُفِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِ و هوكناية عن أن اللّه سبحانه لو كان له مثلهؤلاء الشفعاء. فإنّه يعلم بوجودهم في أينقطة كانوا من السماء و الأرض، لأنّ سعةعلم اللّه لا تدع أصغر ذرة في السماء والأرض إلّا و تحيط بها علما.و بتعبير آخر، إن ذلك يشبه تماما ما لو قيللشخص: أ عندك مثل هذا الوكيل؟و هو في الجواب يقول: لا علم لي بوجود هذاالوكيل، و هذا أفضل دليل على نفيه حيث لايمكن أن لا يعلم الإنسان بوكيله.و في آخر الآية تأكيد لهذا الموضوع حيثتقول: سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّايُشْرِكُونَ.لقد بحث موضوع الشفاعة بصورة مفصلة فيالمجلد الأوّل ذيل الآية (46) من سورةالبقرة.