امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 331
نمايش فراداده

المقابل للمجموعة الأولى، فتقول: وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُسَيِّئَةٍ بِمِثْلِها و هنا لا يوجد كلامعن الزيادة، لأنّ الزيادة في الثواب فضل ورحمة، أمّا في العقاب فإنّ العدالة توجبأن يكون بقدر الذنب و لا يزيد ذرة واحدة.إلّا أن هؤلاء عكس الفريق الأوّل مسودةوجوههم وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ «1».

و يمكن أن يقول قائل: إنّ هؤلاء يجب أن لايروا من العقاب إلّا بقدر ذنوبهم، و أنّاسوداد الوجه هذا، و غبار الذل الذييغطيهم شي‏ء إضافي. لكن ينبغي الانتباهإلى أن هذه هي خاصية و أثر العمل الذيينعكس من داخل روح الإنسان إلى الخارج،تماما كما نقول: إنّ الأفراد المعتادينعلى شرب الخمر يجب أن يجلدوا.

و في الوقت نفسه فإنّ الخمر تولد مختلفأمراض المعدة و القلب و الكبد و الأعصاب.

و على كل حال، فقد يظن المسيئون أنّهم سوفيكون لهم طريق للهرب أو النجاة، أو أنّالأصنام و أمثالها تستطيع أن تشفع لهم،إلّا أن الجملة التالية تقول بصراحة: مالَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ.

إنّ وجوه هؤلاء مظلمة و مسودة إلى الحدالذي كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْقِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماًأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيهاخالِدُونَ.

(1) من الممكن، بقرينة الآية السابقة، أنتكون جملة (ترهقهم ذلة) بتقدير: يرهقهم قترو ذلة)، و بقرينة المقابلة حذفت (قتر) لأجلالاختصار.