وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِيالْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىيَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) وَ ما كانَلِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِاللَّهِ وَ يَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَىالَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (100)
لقد طالعنا في الآيات السابقة أنّالإيمان الاضطراري لا يجدي نفعا أبدا، ولهذا فإنّ الآية الأولى من هذه الآياتتقول: وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْفِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً و بناءعلى هذا فلا يعتصر قلبك ألما لعدم إيمانجماعة من هؤلاء، فإنّ من مستلزمات أصلحرية الإرادة و الإختيار أن يؤمن جماعة ويكفر آخرون، و إذا كان الأمر كذلك أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىيَكُونُوا مُؤْمِنِينَ؟
إنّ هذه الآية تنفي بصراحة مرّة أخرىالتهمة الباطلة التي قالها و يقولها أعداءالإسلام بصورة مكررة، حيث يقولون: إنّالإسلام دين السيف، و قد فرض بالقوّة والإجبار على شعوب العالم، فتجيب الآية-ككثير من آيات القرآن الأخرى- بأنّالإيمان الإجباري لا قيمة له، و الدين والإيمان شيء ينبع عادة من أعماق