امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
و عي مقترن بالإخلاص قد أثر أثره، وارتفعت علامات العذاب و عادت المياه الىمجاريها. و لمّا رجع يونس إلى قومه بعداحداث و وقائع كثيرة وقعت له قبلوهبأرواحهم و قلوبهم.و سنبيّن تفصيل حياة يونس نفسه في ذيلالآيات (134- 148) من سورة الصافات، إن شاءاللّه تعالى.و الجدير بالذكر، إنّ قوم يونس لم يستحقواالعذاب الإلهي، الحتمي، و إلّا لم تقبلتوبتهم، بل كانت تأتيهم الإنذارات والتحذيرات التي تظهر عادة قبل العذابالنهائي، و قد كان مقدارها كافيا للتوعية،في حين أنّ الفراعنة مثلا كانوا قد رأواهذه الإنذارات مرارا- كحادثة الطوفان والجراد و اختلاف ماء النيل الشديد وأمثالها- إلّا أنّهم لم يعبئوا بها مطلقا ولم يأخذوها بمنظار جدي. و اكتفوا بالطلب منموسى أن يدعوا اللّه ليرفع عنهم هذهالابتلاءات ليؤمنوا، لكنّهم لم يؤمنوامطلقا.ثمّ إنّ القصّة أعلاه تبيّن بصورة ضمنيةمدى تأثير القائد الواعي الرشيد الحريص فيالقوم أو الأمّة، في حين أن العابد الذي لايمتلك الوعي الكافي يعتمد على الخشونةأكثر، و هكذا يفهم من هذه الرّواية منطقالإسلام في المقارنة بين العبادة الجاهلة.و العلم الممتزج بالإحساس بالمسؤولية.