امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 439
نمايش فراداده

الإيمان لا معنى له، و لا أستطيع إذا لمتقبلوا الحق و لم تؤمنوا أن أدفع عنكمالعذاب الإلهي، بل إنّ واجبي و مسئوليتيهي الدعوة و الإبلاغ و الإرشاد و الهداية والقيادة، أمّا الباقي فيتعلق بكم، و عليكمانتخاب طريقكم.

إنّ هذه الآية إضافة إلى أنّها توكّد مرّةأخرى مسألة الإختيار و حرية الإرادة،فإنّها دليل على أن قبول الحق سيعودبالنفع على الإنسان نفسه بالدرجة الأولى،كما أن مخالفته ستكون في ضرره.

إنّ توجيهات القادة الإلهيين و الكتبالسماوية ما هي في الواقع إلّا دروسلتربية و تكامل البشر، فلا يزيد الالتزامبها شيئا على عظمة اللّه، و لا تنقصمخالفتها من جلاله شيئا.

ثمّ تبيّن وظيفة و واجب النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم في جملتين: الأولى وَاتَّبِعْ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ فإنّ اللّهقد حدّد مسيرك من خلال الوحي، و لا يجوز لكأن تنحرف عنه قيد أنملة.

و الثّانية: إنّه ستعترضك في هذا الطريقمشاكل مضنية و مصاعب جمة، فلا تدع للخوف منسيل المشاكل إلى نفسك طريقا، بل وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَخَيْرُ الْحاكِمِينَ فإنّ أمره حق، و حكمهعدل، و وعده متحقق لا محالة.

إلهنا و مولانا: إنّك وعدت عبادك الذينيجاهدون في سبيلك بإخلاص، و الذين يصبرونو يستقيمون في سبيلك بالنصر.

اللّهم و قد أحاطت بالمسلمين مشاكل لاتحصى، و نحن عبيدك الذين لا نتوقف عنالجهاد و الاستقامة بمنك و توفيقك، فاكشفعنا سحب المشاكل المظلمة بلطفك، و أنرأبصارنا بنور الحق و العدالة ... آمين يا ربالعالمين.

نهاية سورة يونس‏