امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 462
نمايش فراداده

قيمة كل إنسان بحسن عمله لا بكثرة عمله، وهذا يعني أن الإسلام يستند دائما إلىالكيفية في العمل لا إلى الكثرة و الكميةفيه.

و في هذا المجال‏ ينقل عن الإمام الصادق عليه السلام أنّهقال «ليس يعني أكثركم عملا و لكن أصوبكمعملا، و إنّما الإصابة خشية اللّه والنيّة الصادقة. ثمّ قال: الإبقاء علىالعمل حتى يخلص أشدّ من العمل، و العملالخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحدإلّا اللّه عزّ و جلّ» «1».

و المطلب الثّالث: الذي تشير إليه الآيةآنفة الذكر- هو مسألة المعاد الذي لا ينفصلو لا يتجزأ عن مسألة خلق العالم، و فيهابيان الهدف من الخلق و هو تكامل الإنسان وتكامل الإنسان يعني التهّيؤ إلى الحياة فيعالم أوسع و أكمل، و لذلك يقول سبحانه: وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَمِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّالَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّاسِحْرٌ مُبِينٌ.

و كلمة «هذا» التي وردت- في الآية آنفةالذكر- على لسان الكفار، إشارة إلى كلامالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في شأنالمعاد .. أي إنّ ما تدّعيه أيّها النّبي فيشأن المعاد سحر مكشوف و واضح، فعلى هذاتكون كلمة السحر هنا بمعنى الكلام العاريعن الحقيقة، و القول الذي لا أساس له، وبتعبير بسيط: الخدعة و السخرية!! لأنّالسحرة يظهرون للناظرين بأعمالهم أمورالا واقع لها، و لهذا قد تطلق كلمة السحرعلى كل أمر عار عن الحقيقة ..

أمّا من يرى بأنّ «هذا» إشارة إلى القرآنالمجيد، لأنّ القرآن أخّاذ و فيه جاذبيةالسحر فإنّه يجانب الصواب، لأنّ الآيةتتكلم عن المعاد و لا تتكلم عن القرآن، وإن كنّا لا ننكر أنّ القرآن فيه جاذبية وأنّه أخّاذ للغاية.

(1) تفسير البرهان، الجزء الثّاني، ص 207.