امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
تفسير هاتين الكلمتين يستفاد أنّه فيبداية الخلق كان الكون بصورة مواد ذائبة«مع غازات مضغوطة للغاية، بحيث كانت علىصورة مواد ذائبة أو مائعة».و بعدئذ حدثت اهتزازات شديدة و انفجاراتعظيمة في هذه المواد المتراكمة الذائبة، وأخذت تتقاذف أجزاء من سطحها إلى الخارج، وأخذ هذا الوجود المترابط بالانفصال. ثمّتشكلت بعد ذلك الكواكب السيّارة والمنظومات الشمسية و الأجرام السماوية.فعلى هذا نقول: إنّ عالم الوجود و مرتكزاتقدرة اللّه كانت مستقرة بادئ الأمر علىالمواد المتراكمة الذائبة، و هذا الأمر هونفسه الذي أشير إليه في الآية (30) من سورةالأنبياء.أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُواأَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتارَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَ جَعَلْنا مِنَالْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ....و في الخطبة الأولى من نهج البلاغة إشاراتواضحة إلى هذا المعنى ..و المطلب الثّاني: الذي تشير إليه الآية-آنفة الذكر- هو الهدف من خلق الكون، والقسم الأساس من ذلك الهدف يعود للإنساننفسه الذي يمثل ذروة الخلائق ..هذا الإنسان الذي كتب عليه أن يسير فيطريق التعليم و التربية و يشقّ طريقالتكامل نحو اللّه تعالى يقول اللّهسبحانه: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْأَحْسَنُ عَمَلًا أي ليختبركم و يمتحنكمأيّكم الأفضل و الأحسن عملا بهذه الدارالدنيا.«ليبلوكم» كلمة مشتقّة من مادة «البلاء»و «الابتلاء» و معناها- كما أشرنا إليهآنفا- الاختبار و الامتحان ..و الامتحانات الإلهية ليست من قبيل معرفةالنفس و كشف الحالة التي عليها الإنسان فيمحتواه الداخلي و في فكره و روحه، بل بمعنىالتربية (تقدم شرح هذا الموضوع في ذيلالآية 155 من سورة البقرة) و الطريف في هذهالآية أنّها تجعل