امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 466
نمايش فراداده

و لذلك فإنّ لهؤلاء ثوابا و مغفرة مناللّه أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ.

بحوث‏

1- الأمّة المعدودة و أصحاب المهدي عليهالسّلام:

في روايات عديدة وصلتنا عن أهل البيتعليهم السّلام أنّ الأمّة المعدودة تعنيالنفر القليل، و فيها إشارة إلى أصحابالمهدي عليه السّلام و أنصاره، و على هذايكون معنى الآية: إذا ما أخرنا العذاب عنالظالمين و المسيئين إلى ظهور المهدي وأصحابه، فإنّ أولئك الظالمين يقولون: أيشي‏ء يقف أمام عذاب اللّه فيحبسه عنّا! ولكن كما قلنا أن ظاهر الآية من الأمّةالمعدودة هو الزمان المعدود و المعين، وقد وردت رواية عن الإمام علي عليه السّلامفي تفسير الأمّة المعدودة تشير إلى مابيّناه، و هو الزمان المعين، فيمكن أنتكون الرّوايات الآنفة تشير إلى المعنىالثّاني من الآية، و هو ما اصطلح عليه بـ«بطن الآية» و طبيعي أنّه بمثابة البيانعن القانون الكلي في شأن الظالمين، لاأنّه موضوع خاص بالمشركين الذين عاصرواالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، و نحننعلم أنّ آيات القرآن تحمل معاني كثيرةمختلفة، فالمعنى الأوّل و الظاهر يمكن أنيكون في مسألة خاصّة أو جماعة معينة، والمعنى الآخر يكون عاما مجرّدا عن الزمانو غير مخصوص بفئة معينة.

2- أربع ظواهر لضيق الأفق الفكري‏

رسمت الآيات المتقدمة ثلاث حالات مختلفةمن حالات المشركين و المسيئين، و قد ورد فيضمنها أربعة أوصاف لهم:

الأوّل: إنّ المشرك يؤوس عند قطع النعمةعنه، أي لا يبقى له أمل أبدا.

و الآخر: إنّه كفور، أي غير شاكر أبدا.