امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 486
نمايش فراداده

أتقياء، أذكياء، مؤمنين مخلصين اجتمعواحول أحد القادة، أو مذهب معين فسيتّضحجيدا أنّ هذا القائد و هذا المذهب على درجةعالية من الحق و الصدق.

و لكن حين نرى جماعة انتهازيين محتالينغير مؤمنين و لا متقين تجمعوا حول مذهب مّاأو قائد مّا، فقلّ أن نصدّق أن ذلك المذهبأو القائد على حق.

و ينبغي الإشارة إلى هذا الأمر، و هو أنّهلا منافاة بين تفسير كلمة الشاهد بالإمامعلى، و بين شمولها لجميع المؤمنين منأمثال أبي ذرّ و سلمان و عمّار و اضرابهم،لأنّ هذه التفاسير تشير إلى الشخص البارزو الشاخص في هؤلاء المؤمنين، أي إنّالمقصود هو جماعة المؤمنين الذين فيطليعتهم الإمام علي عليه السّلام.

و الدليل على هذا الكلام‏

رواية منقولة عن الإمام الباقر عليهالسّلام: قال: «الذي على بينّة من ربّهرسول اللّه الذي تلاه من بعده الشاهد منهأمير المؤمنين ثمّ أوصياؤه واحد بعد واحد»«1».

و على الرغم من أنّ هذه الرّواية تذكرالمعصومين فحسب، و لكنّها تدل على أنالرّوايات التي تفسر الشاهد بالإمام عليلا تعني شخصه فحسب، بل كونه مصداقا و شاخصاللمؤمنين! ...

2- لماذا أشير إلى التوراة فحسب؟!

إن واحدا من دلائل حقانية النّبي كما ذكرفي الآية الآنفة- الكتب السابقة على نبوةالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، و لكنلم تذكر الآية من بينها سوى التوراة، و نحننعرف أن الإنجيل بشّر بظهور نبي الإسلامأيضا.

و يمكن أن يكون السبب هو أنّ المحيط الذينزل فيه القرآن و ظهر الإسلام فيه (أي مكّةو المدينة) متشبعا بأفكار اليهود أكثر منغيرهم من أهل الكتاب، و كان المسيحيونيعيشون في أماكن أبعد من اليهود كاليمن والشامات و نجران و الجبال‏

(1) تفسير البرهان، ج 2، ص 213.